وجه قادة الأوقاف الإسلامية بالقدس ومفتيها الحالي والسابق رسالة إلى ملك بريطانيا الجديد للتعبير عن قلقهم العميق بشأن الانتقال المحتمل لسفارة المملكة المتحدة من تل أبيب إلى القدس.
أكدت الرسالة، وفق ما نقله “موقع الجزيرة” عن مصادر إعلامية بريطانية رفض “نقل السفارة البريطانية إلى القدس لأن ذلك سيكون بمثابة رسالة للعالم مفادها أن المملكة المتحدة، خلافًا للقانون الدولي والوضع الراهن، تقبل استمرار الاحتلال العسكري الإسرائيلي غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، والضم الإسرائيلي أحادي الجانب للقدس الشرقية، ناهيك عن الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية للتهويد في المدينة المقدسة”.
وذكَّرت الرسالة الملك الجديد بأن “القدس ظلت على مر القرون نموذجًا رائعًا للتعايش والسلام بين مجتمعاتها الدينية”.
وأضافت “المجتمع الدولي، بما في ذلك المملكة المتحدة، اعترف بالوضع التاريخي والقانوني الخاص، المعروف أيضًا باسم ستاتيكو “الوضع الراهن” منذ عام 1852، في إشارة إلى قانون صادر عن الدولة العثمانية التي كانت تحكم القدس والبلاد العربية آنذاك، ويقوم على تثبيت حقوق كل طائفة وجماعة دينية كانت موجودة بالقدس دون السماح بإحداث تغيير في ما كان عليه الوضع منذ ذلك التاريخ.
وأوضحت أن هذا الوضع ظل قائما حتى عام 1967 “عندما بدأت إسرائيل في فرض العديد من الإجراءات أحادية الجانب لصالح هويتها/مجتمعها اليهودي”.
الرسالة التي وقعها قادة الأوقاف الإسلامية (هيئة فلسطينية أردنية تدير شؤون المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة)، ومفتيا القدس الحالي والسابق، (محمد حسين وعكرمة صبري) رد عليها متحدث باسم الملك تشارلز بقوله” إنها مسألة تخص حكومة المملكة المتحدة”.
وحذر مقال نشرته صحيفة “إندبندنت”، من أن نقل السفارة البريطانية في إسرائيل إلى القدس سيمثل خروجا عن سياسة المملكة المتحدة المتبعة منذ عقود، ويعد انتهاكًا صريحا للقانون الدولي إذا حدث.
يذكر أن رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس قالت، في اجتماع مع نظيرها الإسرائيلي يائير لبيد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر الماضي، “إنها تفكر في نقل السفارة إلى القدس”.