قال عبد العالي حامي الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، “إن المغرب يطمع في انتزاع موقف أكثر قوة من فرنسا بشأن ملف الصحراء المغربية”.
وتوقع خلال لقاء تلفزي مع قناة “العربي”، اليوم السبت، أن تقوم فرنسا بخطوة أكثر قوة تجاه قضية الصحراء المغربية خلال الزيارة المقرر أن يقوم بها الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون إلى المغرب للقاء الملك محمد السادس خلال الأشهر الأولى من السنة المقبلة.
وأوضح بأن إعلان فرنسا دعمها لجهود المبعوث الأممي لم يعد كافيا، بالنظر إلى أن المغرب غير خطابه بخصوص ملف الصحراء المغربية التي أصبحت هي النظارة التي ينظر من خلالها إلى علاقته مع شركائه، وفق ما أعلن عنه الملك محمد السادس في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب.
وذكر بالمواقف الإيجابية للولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا من ملف قضية الصحراء المغربية من خلال دعم الحكم الذاتي.
وأبرز بأن فرنسا ليست لها مواقف سلبية من قضية الحكم الذاتي، فهي تدعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ووقف إطلاق النار، مُشيرا إلى أن هذا الموقف “لم يعد كافيا”.
وأكد بأن مصالح فرنسا في المغرب تحتاج إلى موقف سياسي أكثر قوة لدعم المغرب في قضية الصحراء المغربية، سيما أن المغرب قام بتنويع شراكاته مع دول أخرى والتطور الصناعي والاقتصادي الملحوظ الذي يعرفه المغرب والحضور المغربي في غرب إفريقيا على مستوى تسوية النزاعات بين فصائل متنازعة، بالإضافة إلى تحرر جزء من النخبة المغربية من التبعية لفرنسا.
واعتبر إعلان وزيرة أوربا والشؤون الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، انتهاء أزمة التأشيرات التي كانت وراء التوتر الذي شهدته العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا، “مؤشرات تمهد لموقف فرنسي أكثر قوة”.
وزيرة الخارجية، جددت التأكيد، أمس الجمعة بالرباط، خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، على موقف بلادها “الداعم للمغرب” والمتعلق بالمخطط المغربي للحكم الذاتي، وهو موقف معروف لدى المغاربة، والذي عبرت عنه باريس في الأمم المتحدة، في الوقت الذي كانت فيه “الوحيدة التي تريد تطوير بعض الأفكار بشأنه”.