الخريطة العالمية للطاقة تشهد تحولا عميقا والموارد الاستراتيجية لم تعد تتمثل في النفط والغاز

03 أكتوبر 2025 - 18:00

اختتمت أشغال الدورة الخامسة للقمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته (Power-to-X 2025)، أمس الخميس بمراكش، بالدعوة إلى بلورة منظومة عالمية حول الهيدروجين الأخضر ومشتقاته.

وفي هذا الإطار، قال رئيس قسم الكيمياء الخضراء بمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، أيوب حيرت، بخصوص الجانب الجيوسياسي، أن « الخريطة العالمية للطاقة تشهد تحولا عميقا، وأن الموارد الاستراتيجية لم تعد تتمثل في النفط والغاز، بل في الرياح، والشمس، والهيدروجين ».

وشدد المتحدث على ضرورة تطوير المشاريع نحو منظومات فعلية تخلق الكفاءات وتوفر مناصب الشغل وتدعم التنافسية المستدامة، مشددا على أهمية توفير أطر تنظيمية واضحة ومستقرة من شأنها بث الثقة في صفوف المستثمرين ومواكبة تطوير البنيات التحتية الاستراتيجية، مثل الموانئ، وخطوط الأنابيب، وأنظمة التخزين.

وأشار حيرت إلى أن توسيع نطاق هذه المشاريع نحو أسواق قائمة يستدعي تعبئة استثمارات غير مسبوقة، داعيا إلى مضاعفة القدرات الطاقية الخضراء أربع مرات، وتطوير أدوات مالية مبتكرة على غرار عقود الفروقات والنماذج ذات الخيار المزدوج، القادرة على خفض تكاليف التمويل بنسبة تتراوح ما بين 20 و30 في المائة.

وعلى الصعيد المالي، توقف حيرت عند الإكراهات المرتبطة بارتفاع التكاليف وحالة عدم اليقين بشأن عائدات الاستثمار، داعيا إلى اعتماد مقاربات تمويل مختلطة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتفعيل أدوات لتقاسم المخاطر بغرض تأمين نجاح المشاريع النموذجية، خاصة داخل الأسواق الناشئة.

وعلى المستوى الوطني، سلط المتحدث الضوء على « الإمكانات الهائلة التي يزخر بها المغرب في مجال الأمونياك الأخضر »، معتبرا أن تسريع وتيرة استغلال هذه الإمكانات يشكل « مسألة سيادية ورافعة لتقوية التنافسية الوطنية ». وأكد في هذا الصدد، على ضرورة الإسراع بإرساء إطار تنظيمي ملائم وتعزيز الاستثمارات في البنيات التحتية الحيوية، لاسيما الشبكات الذكية، وتحلية المياه بالطاقة المتجددة، ونقل الطاقة عبر الأنابيب، وتخزين الكربون.

وجمعت القمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته، المنظمة برعاية ملكية من طرف المعهد الوطني للبحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة تحت إشراف وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وبشراكة مع الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن) وتجمع (Green H2) وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، مسؤولين حكوميين وصناع قرار استراتيجيين ومبتكرين رائدين وأكاديميين بارزين.

وشكلت هذه القمة، التي أطلقت تحت شعار « معا، لدفع التحول الطاقي العالمي »، ملتقى دوليا رئيسيا من شأنه الترويج للعرض المغربي في مجال الهيدروجين الأخضر، واستكشاف المشاريع البارزة للمملكة في هذا المجال ودورها كقطب طاقي عالمي محوري.

 

 

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *