اعتبرت الشبيبة العمالية التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن الاحتجاجات التي شهدتها عدد من المدن المغربية خلال الأسابيع الأخيرة، تعبّر عن « صرخة وطنية صادقة » من شباب « جيل Z » ضد انسداد الأفق وتراجع الثقة في الفعل الحكومي، مؤكدة أن هذه التحركات السلمية « ليست تمرداً على الدولة، بل نداء من أجل الكرامة والإصلاح ».
وجاء في بلاغ صادر عن اللجنة المركزية للشبيبة العمالية عقب اجتماعها يوم الأربعاء، أن المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة تكشف عن أزمة عميقة يعيشها الشباب المغربي، مشيرة إلى أن معدل البطالة الوطني بلغ 12.8 في المائة خلال الربع الثاني من سنة 2025، فيما وصلت بطالة الفئة العمرية بين 15 و24 سنة إلى 35.8 في المائة، بحسب أرقام المندوبية السامية للتخطيط.
وحملت الشبيبة العمالية التحالف الحكومي « كامل المسؤولية عن تفاقم الأوضاع الاجتماعية »، معتبرة أن السياسات العمومية الحالية « تغيب عنها الإرادة السياسية للإصلاح وتعتمد مقاربة محاسباتية ضيقة بدل مقاربة اجتماعية شاملة »، ما أدى – وفق البلاغ – إلى « تزايد الاحتقان وفقدان الثقة في المؤسسات ».
وأكدت المنظمة تضامنها مع « كل أشكال التعبير السلمي عن المطالب الاجتماعية »، ودعت إلى « إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة » و »فتح حوار وطني جاد ومسؤول يجمع النقابات والمنظمات الشبابية والفاعلين المدنيين والاقتصاديين من أجل صياغة تعاقد اجتماعي جديد ».
كما طالبت الشبيبة العمالية، الحكومة بمراجعة سياساتها العمومية في اتجاه « بناء نموذج اجتماعي جديد يعيد الاعتبار للشباب والطبقات الوسطى، ويضع التشغيل والتعليم والصحة في صدارة الأولويات الوطنية »، محذرة من أن استمرار غياب العدالة الاجتماعية وتدهور الثقة « يهددان السلم الاجتماعي ».
واختتم البلاغ بالتأكيد على أن « احترام صوت الشباب اليوم هو الضمان الحقيقي لمستقبل الوطن غداً ».
