حققت أعمال التنقيب على المعادن النفيسة نتائج مهمة خلال العام الجاري، حيث تم الكشف عن عدة مؤشرات لمعدن الذهب ذات تراكيز عالية في الأقاليم الجنوبية، يتعلق الأمر بمواقع الورمة وجلوة وإيمطلان-تيشلا، حيث بلغت « تراكيز جدّ مشجعة » من الذهب، وفق تقرير للمكتب المغربي للهيدروكاربورات والمعادن.
التقرير الذي أعده مكتب « بنخضرة » بمناسبة مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2026، ويتوفر « اليوم 24 » على نسخة منه، قال إن أعمال التنقيب « ارتكزت على تنويع أهداف البحث المعدني، وتحديث أدوات الاستكشاف، وتعزيز تثمين الاكتشافات الواعدة ».
ويقول التقرير، إن « الأشهر التسعة الأولى من سنة 2025، شهدت توقيع سبع اتفاقيات رئيسية، من بينها، اتفاقية البحث لاستكشاف الذهب بمنطقة تيشكا الشرقية، وقعت يوم 28 يناير 2025 ».
وفق التقرير دائما، « تُجسِّد سنة 2025 مرحلةً حاسمة في ترسيخ الدور الاستراتيجي للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، باعتباره فاعلاً محورياً في تطوير القطاع المعدني الوطني، ومحركاً أساسياً للتنمية الطاقية المستدامة ».
وقد تركزت أعمال البحث المعدني خلال سنة 2025 على المعادن النفيسة والمعادن الأساسية، إضافة إلى الصخور والمعادن الصناعية، فضلاً عن المواد الطاقية، مع إيلاء اهتمام خاص للمواد الاستراتيجية المرتبطة بالانتقال الطاقي، وهمّت الأشغال 44 مشروعا موزعة على أهم المناطق الواعدة بالمملكة.
المشاريع الخاصة (21 مشروعاً)
تشمل المشاريع الخاصة بالمكتب، 8 مشاريع للمعادن النفيسة، و9 مشاريع للمعادن الاستراتيجية والأساسية، ومشروعان للمعادن والصخور الصناعية، ومشروع واحد للاستطلاع المعدني، ومشروع خاص يتعلق بالبحث في المواد الطاقية الجديدة والمتجددة (الطاقة الجيوحرارية، الهيدروجين الطبيعي، التخزين الجيولوجي).
ويؤكد ملخص أنشطة المكتب، أنه « تم تحقيق تقدم مهم في مشاريع ترغاط (عناصر الأتربة النادرة، النيوبيوم)، مريجة (النحاس، الفضة)، أمان تازوݣارت (النحاس، الفضة)، تيزش ن أوشن (النحاس، الكوبالت، اليورانيوم)، وأولاد يعقوب (النحاس)، مؤكداً الإمكانات الوطنية ضمن سلسلة القيمة الخاصة بهذه المعادن الحيوية ».
أمّا في مجال الصخور والمعادن الصناعية، فقد أبرزت نتائج العمل في عين ورما وجود رمال سيليسية تفوق نقاوتها 95% SiO₂، في حين أظهرت دراسات بني يزناسن وجود كاولين ذو جودة خزفية عالية.
كما باشر المكتب حملات استكشاف عامة لتحديد أهداف جديدة للبحث، خاصة في مجالات النحاس، الكوبالت، الليثيوم، وعناصر الأتربة النادرة، مستفيداً من التقنيات الحديثة في الجيوفيزياء، والجيوكيمياء، والاستشعار عن بُعد، ومعتمداً بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي.
وبالتوازي، واصل المكتب جهوده في البحث الطاقي الاستراتيجي حول الطاقات الجديدة (الطاقة الجيوحرارية، الهيدروجين الطبيعي، والتخزين الجيولوجي للطاقة وثاني أكسيد الكربون).
المشاريع في إطار الشراكة (23 مشروعاً)
أما بخصوص المشاريع التي تم تنفيذها في إطار الشراكة، فتشمل: 4 مشاريع للمعادن النفيسة، و13 مشروعاً للمعادن الاستراتيجية والأساسية، و3 مشاريع للصخور والمعادن الصناعية، و3 مشاريع خاصة تتعلق بالهيدروجين الطبيعي، والطاقة الجيوحرارية، والتخزين الجيولوجي.
ويقول التقرير، إن هذه الشراكات، « أسفرت عن نتائج ملموسة تؤكد غنى وتنوّع باطن الأرض المغربي، من أبرزها:
* تيزرت (Tizert – Cu)، مشروع تابع لمجموعة مناجم، يوجد في مرحلة تطوير متقدمة، باحتياطي قدره 160 مليون طن (تقدّر بـ1,37 مليون طن من النحاس و3161 طنّاً من الفضة)، واستثمار يبلغ 3.25 مليار درهم، %90 منه قيد الإنجاز، مع انطلاق الاستغلال خلال الربع الأخير من 2025.
* زݣوندر (Ag) – Aya Gold & Silver: تم إنجاز 15200 متر من حفر التنقيب، كشفت عن تراكيز بلغت 7229 غ/طن (Ag)، مما يجعله من أكبر مشاريع الفضة في القارة.
* بومادين (Ag, Au, Zn, Pb) – BGM/Aya Gold & Silver: بلغ إجمالي حفر التنقيب 107000 متر، مما مكن من تأكيد إمكانات كبيرة باحتياطات تُقدّر بـ34.36 مليون طن بمعدل 411 غ/طن (AgEq).
* طويحنات–لملاڭة (REE, Nb, Mo, Fe) – MANAGEM: بلغ التقدير الأولي للموارد 108 ملايين طن بمعدل 1.5 TREE و0.37% NdEq، وتُجرى حالياً اختبارات التثمين اعتماداً على خبرة مختبرات متخصصة.
* خميسات (بوتاس) – OCP: بلغ حجم الموارد المؤكدة 349 مليون طن بنسبة 16.05% KCl، في أفق بدء الاستغلال الصناعي.
* سيروى (Co, Cu, Mo, Au) – MANAGEM: أظهرت نتائج الحفر تراكيز بلغت 2.14% Co و 1.06% Cu.
* تيزولا–تاعدانت (Cu) – SAMTA Morocco: وصل معدل التراكيز إلى %6.49 Cu و286 غ/طن Ag.
* ودقيق (مغنيسيت): مواكبة بدء التشغيل الصناعي بعد اختبارات ناجحة على 1000 طن من الخام.
اتفاقيات وشراكات
وفي إطار الشراكات الوطنية، تم توقيع اتفاقيات بين المكتب وOCP وUM6P حول تثمين السيليكا، البوتاس الماغماتي، والكربوناتيتات بمنطقة ݣليبَت لَفهودا، مساهمة في تعزيز الكفاءات الوطنية في مجالات الاستخراج والمعالجة المعدنية.
أمّا على المستوى الدولي، فقد تعزّز التعاون في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة مع شركاء دوليين ومغاربة، منهم HYNAT (سويسرا) وStorengy (فرنسا) وUM6P (المغرب) في مجال استكشاف الهيدروجين الطبيعي، ومع OZMEN (تركيا) في مجال الطاقة الجيوحرارية بإقليمي الناظور وبوجدور.
وقد شهدت الأشهر التسعة الأولى من سنة 2025 توقيع سبع اتفاقيات رئيسية، من بينها، اتفاقية البحث ONHYM/STELLAR لاستكشاف الذهب بمنطقة تيشكا الشرقية، واتفاقية سرّية المعلومات مع شركة Rio Tinto Iron & Titanium لاستكشاف المعادن الثقيلة (الزركون، الألمنيت…) على الساحل المغربي، واتفاقية التعاون العلمي والتقني مع هيئة China Geological Survey، واتفاقية البحث مع الشركة التركية OZMEN حول الإمكانات الجيوحرارية بإقليمي الناظور وبوجدور.
كما تم التوقيع على اتفاقية البحث الثلاثية الأطراف مع الشركتين العالميتين REPSOL وLHM حول نقل وتخزين ثاني أكسيد الكربون في منطقتي تكنا وسيدي موسى.