يبدأ الرئيس السوري أحمد الشرع الأحد زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة التي وصلها ليل السبت، يلتقي خلالها الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، بعد إزالة واشنطن اسمه من قوائم الإرهاب.
وسبق للشرع الذي قاد ومعه فصائل أخرى عملية عسكرية أطاحت ببشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، أن أجرى أول زيارة له إلى الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث ألقى كلمة. لكن زيارته إلى واشنطن هي الأولى لرئيس سوري منذ الاستقلال عام 1946.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية قرابة منتصف ليل السبت الأحد (22,00 ت غ) بوصول الشرع الى الولايات المتحدة.
وسبق له أن التقى ترامب في السعودية خلال الجولة الإقليمية التي قام بها الرئيس الأميركي في أيار/مايو.
ويتوقع أن تتخلل الزيارة الى العاصمة الأميركية، توقيع دمشق اتفاقا للانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي تقوده واشنطن، كما أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك.
وتسعى سوريا التي خرجت من نزاع مدمر دام 14 عاما، إلى تأمين تمويلات لإعادة الإعمار التي قدر البنك الدولي كلفتها بأكثر من 216 مليار دولار.
وقبيل الزيارة، شطبت الولايات المتحدة الجمعة رسميا الشرع من قائمة الإرهاب، غداة رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عنه أيضا.
وكانت الخطوة التي أعلنتها وزارة الخارجية متوقعة وسط تعاون الشرع مع الولايات المتحدة منذ توليه السلطة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية تومي بيغوت « هذه التدابير يتم اتخاذها في معرض الإقرار بالتقدم الذي تظهره القيادة السورية بعد رحيل بشار الأسد وأكثر من خمسين عاما من القمع في ظل نظام عائلة الأسد ».
وقبل عام فقط، كان الشرع الملقب حينها بأبي محمد الجولاني، يتزعم هيئة تحرير الشام المنبثقة عن جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة قبل إعلان فك ارتباطها به. وفرضت عليه الأمم المتحدة عقوبات في العام 2013 بصفته زعيما للجبهة.
ومنذ توليه السلطة، قطع الشرع علانية علاقته بالجهاديين وكثف مبادراته مع الغرب ودول المنطقة، كما أجرى مفاوضات مع إسرائيل التي ما زالت نظريا في حالة حرب مع سوريا.
وبعيد وصوله الى الولايات المتحدة، انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، يزاولان لعبة كرة السلة مع قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) الأدميرال براد كوبر وقائد قوات التحالف الدولي ضد الجهاديين في العراق كيفن لامبرت، خلال زيارة سابقة لهما الى دمشق.
وكان ترامب أعلن على هامش لقائه الشرع في أيار/مايو، رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.
ومن المقرر أن يناقش الرئيسان خلال لقائهما الاثنين المفاوضات المباشرة بين السلطات السورية واسرائيل.
وأعلن الشرع في أيلول/سبتمبر أن المفاوضات مع اسرائيل تهدف إلى التوصل لاتفاق أمني تنسحب بموجبه الدولة العبرية من مناطق في جنوب سوريا تقد مت إليها بعد سقوط الأسد، وأن توقف غاراتها على أراضي بلاده.
ووفقا لمايكل هانا مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، « غير الرئيس ترامب بشكل غير متوقع السياسة الأميركية الراسخة تجاه سوريا في أيار/مايو، وواصل دعم الحكومة الجديدة في دمشق، على الرغم من حالات عدم الاستقرار والعنف الطائفي التي قوضت الثقة في القيادة الجديدة للبلاد ».
ويضيف المحلل أن زيارة الشرع إلى البيت الأبيض « شهادة أخرى على التزام الولايات المتحدة بسوريا الجديدة وتحمل رمزية كبيرة للزعيم الجديد للبلاد الذي ياخذ خطوة جديدة في تحوله المذهل من زعيم متشدد إلى رجل دولة عالمي ».
والخميس، التقى الشرع على هامش قمة المناخ في البرازيل، بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي توقع « أن تكون سوريا مشاركا كاملا وفعالا في حربنا ضد الجماعات الإرهابية في المنطقة ».
(وكالات- بتصرف)