عبّر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، عن رفضه لقرار توحيد خطبة الجمعة الذي اعتمدته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، معتبراً أنه “إجراء يبتعد عن الواقع وقد يؤثر سلباً على تفاعل المصلين مع رسالة المنبر”.
وقال بنكيران، خلال لقاء تواصلي مع أعضاء التجمع السياسي لشباب حزبه مساء السبت 9 نونبر، إنه “غير متفق إطلاقاً مع هذا القرار”، موضحاً أن الخطبة يجب أن تبقى مجالاً للاجتهاد الشخصي للخطباء، لأن “كل منطقة لها خصوصياتها وقضاياها التي تحتاج معالجة مباشرة من فوق المنبر”.
وأضاف رئيس الحكومة الأسبق أن فكرة توحيد الخطب سبق أن طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقاء جمعهما بطلب من هذا الأخير، بعد أن كان بنكيران قد رفض في البداية مقابلته، قائلاً: “السيسي هو أول من تحدث معي عن توحيد الخطبة، وقد ناقشنا الموضوع حينها، لكنني لم أقتنع به لأنه لا ينسجم مع واقع مجتمعاتنا”.
وفي الوقت نفسه، عبّر بنكيران عن إعجابه بمستوى خطب الجمعة في المغرب، قائلاً إنها “في الغالب ذات مستوى رفيع ومضمون قيم”.
وحذر بنكيران من أن “تحديد الخطبة الموحدة مسبقاً، ومعرفتها منذ يوم الأربعاء، قد يفقدها حيويتها ورسالتها التفاعلية”، معتبراً أن ذلك “يمكن أن يدخل في إطار تهديد صلاة الجمعة نفسها”. وأضاف: “قالوا لي إن الإقبال على صلاة الجمعة بدأ يتراجع فعلاً « .
وختم بنكيران دعوته بتوجيه نداء إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، مؤكداً أن موقفه نابع من “روح الأخوة والمحبة والتقدير”، ومطالباً بمراجعة القرار بما “يضمن مكانة خطبة الجمعة كفضاء حي للتوعية والتوجيه والتفاعل مع قضايا المجتمع المغربي”
