الخلفي: أزمة النخب تعمّق غياب شروط التنافس السياسي الديمقراطي

قال مصطفى الخلفي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إن المشهد السياسي الحالي يعيش على وقع أزمة نخب حزبية، تجعل من شروط التنافس الحزبي السليم غير متوفرة، وتفتح الباب أمام ممارسات غير ديمقراطية، ولا تقوم على الندية.

وأضاف الخلفي، ضمن ندوة نظمتها شبيبة العدالة والتنمية تحت عنوان « حزب العدالة والتنمية وسؤال المستقبل؟ »، أن هذه الأزمة أصبحت متفاقمة بشكل كبير، مما نتج عنه بروز آليات جديدة للتنافس السياسي الحزبي، « تقوم إما على السلطوية، أو الفساد، أو التلاعب بالنتائج والاقتراعات، خاصة عندما يتم شراء رؤساء مكاتب التصويت ومن معهم، وطرد المراقبين ».

وشبه المتحدث حالة « غياب الندية » بين الفاعلين السياسيين بمقاولتين؛ « إحداهما قائمة على الريع وتتوفر لديها جميع شروط الولوج للتمويل والعقارات والصفقات، وأخرى تشتغل بإمكانياتها الذاتية دون أي مساعدة أو تسهيلات »، مضيفا أن « المقاولة التي ستنجح هي طبعا الأولى ».

وتابع قائلا إن « الغريب في الأمر أن مجال عمل المقاولات كان خلال سنوات التسعينات والثمانينات يعيش حالة من الريع والاحتكار وعدم الانفتاح على الواقع، في حين كان الحقل السياسي يعرف حركية كبيرة ونقاشا سياسيا وإعلاميا، إلا أن المعادلة انقلبت في ظرف 40 سنة « .

وأضاف الوزير السابق أن المغرب اعتمد « وصفة سياسية جديدة » منذ سنة 2017، تقوم على شعار « التنمية أولا »، « ولا تعترف بالديمقراطية كشرط ضروري لتحقيق هذه التنمية »، مضيفا أن « هذه الوصفة لازالت تجد داعمين لها، رغم أننا وجهنا إليها نقدا، وقلنا إنه لا وجود لتنمية دون ديمقراطية وقيم ».

وأشار المتحدث إلى أن السياق السياسي الحالي شهد أيضا « بروز ثلاثية السلطوية والتغول الليبرالي والتفسخ القيمي »، قائلا إن هذا الوضع يأتي في إطار اتجاه عالمي، « تعيش فيه الديمقراطية في حالة جزر، وتتغول فيه الليبرالية المتوحشة، ويتم فيه تحجيم دور الدولة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، إلى جانب معاداة الأسرة ».

وشدد الخلفي على اقتناعه بأن هذا الواقع السياسي الجديد « يفرض على حزب العدالة والتنمية أن يستشرف مستقبلا إيجابيا، يتعزز فيه موقعه السياسي والانتخابي ليصبح أكثر تأثيرا »، مضيفا أنه « لا يعتقد أن الحزب قادر على الوصول للحكومة، بسبب عدم تعافيه بعد من ما وقع في 2021 وما قبلها وما بعدها، لكن ذلك لا يمنعه من خوض المعركة الانتخابية بقوة، لأن الناس يستمعون للأحزاب بحسب حجم مقاعدها ومواقفها في الوقت ذاته ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *